الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **
1008 - تَقرّبوا إلى الله ببُغْضِِ أهلِ المعاصي. رواه ابن شاهين عن ابن مسعود، وتمامه: والْقَوْهُمْ بوجوه مُكْفَهِّرةٌ، والتمسوا رضا الله بسخطهم، وتقربوا إلى الله بالتباعد عنهم، قال المناوي وكما يطلب التقرب ببغض أهل المعاصي يطلب التقرب بمحبة أهل الطاعات، قال الشافعي رضي الله تعالى عنه: أحِبُ الصالحين ولستُ منهم * لعلي أن أنالَ بهم شفاعةْ وأكْرَهُ مَن بِضاعتُه المعاصي * وإن كنا جميعاً في البِضاعةْ. 1009 - تُقطع يدُ السارِق في رُبُع دينارٍ فصاعداً. رواه البخاري وأبو داود والنسائي عن عائشة رضي الله عنها، وعند أحمد وابن ماجه عن سعد: تقطع اليد في ثمن المِجَنِّ. 1010 - تقول النارُ للمؤمن يومَ القيامة: جُزْ يا مؤمنُ فقد أطفأ نورُك لَهَبِي. رواه الطبراني في الكبير عن يعلى بن منبه رفعه، وفي سنده منصور بن <صفحة 373 >عمار الواعظ ليس بالقوي، ورواه ابن عدي عن يعلى، وقال منكر، ورواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول له بلفظ أن النار تقول - الحديث. 1011 - التكبرُ على المتكبرِ صدَقة. نقل القاري عن الرازي أنه كلام، ثم قال لكن معناه مأثور. انتهى. والمشهور على الألسنة حسنة بدل صدقة. 1012 - التكبير جَزْمٌ. قال في المقاصد لا أصل له في المرفوع، مع وقوعه في الرافعي، وإنما هو من قول النخعي كما رواه الترمذي لكن بزيادة "والتسليم جزم". ورواه أيضا سعد بن منصور بزيادة "والقراءة جزم"، وفي لفظ عنه "كانوا يجزمون التكبير". واختلِفَ في لفظه ومعناه، فقال الهروي: عوام الناس يضمون الراء من "أكبر"، وقال المبرد "الله أكبرْ" بالسكون، ويحتج بأن الأذان سمع موقوفا غير مُعْرَب. وقال في النهاية [عبارة النهاية في {جزم} : في حديث النَّخَعِي <التَّكْبير جَزْم، والتَّسْليم جَزْم> أراد أنهُما لاَ يُمدَّان، ولا يُعْربُ أوَاخِر حُروفِهما، ولكنْ يُسَكَّن فيقال اللّه أكْبَرْ، والسَّلام عليْكُم ورحمة اللّهْ. والجزم: القَطْع، ومنه سُمّي جَزْم الإعراب وهو السُّكون. دار الحديث] : معناه أن التكبير والسلام لا يمدان، ولا يعرب التكبير بل يسكن آخره. وتبعه المحب الطبري، وهو مقتضى كلام ابن الرفعة، وعليه مشى الزركشي وإن كان أصله الرفع بالخبرية. ورَدّهُ الحافظ ابن حجر بأن استعمال الجزم في مقابل الإعراب اصطلاح حادث، فكيف يحمل عليه الألفاظ النبوية؟ يعني على تقدير ثبوته وإلا فلا أصل له، ثم اختار أن المراد بـ "حذف السلام وجزم التكبير" الإسراع به وعدم مدِّه، قال الترمذي وهو الذي استحبه أهل العلم. وقال الغزالي في الإحياء: ويحذف السلام، ولا يمد مدا، فهو السنة. وقال ابن حجر في التحفة: "ويسن جزم الراء"، إيجابه غلط، وحديث "التكبير جزم" لا أصل له، وبفرض صحته عدم مده كما حملوا عليه الخبر الصحيح "السلام جزم" انتهى. وسئل السيوطي عنه فقال: هو غير ثابت كما قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الشرح الكبير، وإنما هو من قول إبراهيم النخعي ومعناه، كما قال جماعة، منهم الرافعي وابن الأثير: أنه<صفحة 374 > لا يمد. وأغرَبَ المحب الطبري فقال: معناه لا يمد ولا يعرب آخره. وهذا الثاني مردود بوجوه: أحدها مخالفته لتفسير الراوي عن النخعي، والرجوع إلى تفسيره أولى كما تقرر في الأصول. ثانيها مخالفته لما فسره به أهل الحديث والفقه. ثالثها إطلاق الجزم على حذف الحركة الإعرابية لم يكن معهودا في الصدر الأول، وإنما هو اصطلاح حادث فلا يصح الحمل عليه. انتهى. وقيل معنى "التكبير جزم": إسماع الإمام به لئلا يسبقه المأموم. وقيل معناه أنه حتم لا يجوز غيره، فجزم بالجيم والزاي المعجمة، وضبطه بعضهم بالحاء المهملة والذال المعجمة ومعناه سريع، فالحذم السرعة. ومنه قول عمر رضي الله عنه: إذا أذَّنت فتَرَسَّلْ، وإذا أقمت فاحذم. أي أسرع. حكاه ابن سيد الناس وكذا السروجي من الحنفية، قال والحذم في اللسان السرعة، ومنه قيل للأرنب حذمة، قال: وحديث "حذف السلام سنة"، أخرجه أبو داود والترمذي وابن خزيمة والحاكم في صحيحيهما عن أبي هريرة رفعه من طريق أبي داود وابن خزيمة والحاكم مع حكايتيهما الوقف، ووقفه الترمذي وقال أنه حسن صحيح، ونقل عن أحمد وابن المبارك أنهما نهيا عن عَزوِهِ للنبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو الحسن القطان: لا يصح مرفوعا ولا موقوفا. انتهى كما في المقاصد. 1013 - التَكلُّفُ حرام. قال في التمييز لا أعلمه بهذا اللفظ، بل في صحيح البخاري عن عمر قال نُهِينا عن التكلف، وقال القاري بعده والحاصل أن معناه ثابت، ويؤيده ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن الزبير بن العوام بلفظ اللهم إني وصالحي أمتي براءٌ من التكلف، وأخرجه أيضا بلفظ أنا وأمتي برآء من التكلف، وعن الزبير ابن هالة وهي أخت خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وما أنا من المتكلفين. 1014 - تكون بين يديِ الساعةِ فِتَنٌ كقِطَع الليل المُظلم، <صفحة 375 > يُصبح الرجلُ فيها مؤمناً ويُمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع أقوام دينهم بَعَرضَ من الدنيا. رواه الترمذي عن أنس. 1015 - تكون لأصحابي زَلَّةٌ يغفرها الله لهم لسابقتهم معي. ابن عساكر عن علي كذا عده النجم في المشهورات فليتأمل. 1016 - تلقين الميتِ بعد الدفن. قال في اللآلئ حديث تلقين الميت بعد الدفن قد جاء في حديث أخرجه الطبراني في معجمه، وإسناده ضعيف، لكن عمل به رجال من أهل الشام الأولين مع روايتهم له، ولهذا استحبه أكثر أصحاب أحمد انتهى، وأقول كذا أكثر أصحابنا كما يأتي، وقال في المقاصد وروى الطبراني بسند ضعيف عن سعيد بن عبد الله الأودي أنه قال شهدت أبا إمامة وهو في النزع فقال إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان ابن فلانة، فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول يا فلان ابن فلانة فإنه يستوي قاعدا، ثم يقول يا فلان ابن فلانة، فإنه يقول أرشد رحمك الله، ولكن لا تشعرون، فليقل اُذكر ما خرجت عليه من الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وبالقرآن إماما، فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما [في الأصل "منهم"، وهو خطأ واضح. دار الحديث] بيد صاحبه يقول انطلق، ما نقعد عند من لقن حجته! فيكون الله حجيجه دونهما. فقال رجل: يا رسول الله، فإن لم نعرف اسم أمه؟ قال: فلتنسبه إلى حواء، فلان ابن حواء. وأورده إبراهيم الحربي في "اتّباع الأموات" عن ابن عباس وابن شاهين في<صفحة 376 > ذكر الموت، وآخرون. وضعفه ابن الصلاح ثم النووي وابن القيم والعراقي والحافظ ابن حجر في بعض تصانيفه وآخرون، لكن قواه الضياء في أحكامه، ثم الحافظ ابن حجر أيضا بما له من الشواهد، ونسب الإمام أحمد العملَ به لأهل الشام، وابن العربي لأهل المدينة، وغيرهما لقرطبة، قال في المقاصد وأفردت للكلام عليه جزءا. وقال ابن حجر في التحفة: ويستحب تلقين بالغ عاقل أو مجنون سبق له تكليف ولو شهيدا بعد تمام الدفن لخبر فيه، وضعفُهُ اعتُضِدَ بشواهد على أنه من الفضائل، فاندفع قول ابن عبد السلام أنه بدعة، وترجيح ابن الصلاح أنه قبل إهالة التراب مردود لما في الصحيحين "فإذا انصرفوا أتاه ملكان"، فتأخُّرُه بعد تمامه أقرب إلى سؤالهما انتهى. ومثله في الرملي غير أنه خالف في شهيد المعركة، قال كما لا نصلي عليه كما أفتى به الوالد، وزاد قوله: والأصح أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يسألون، قال: ويقف الملقِّنُ عند رأس القبر انتهى. وقال النووي في فتاواه: وأما التلقين المعتاد في الشام بعد الدفن فالمختار استحبابه، وممن نص على استحبابه من أصحابنا القاضي حسين والمتولي والشيخ نصر المقدسي والرافعي وغيرهم، وحديثه الذي رواه الطبراني ضعيف لكنه يستأنس به، وقد اتفق علماء الحديث على المسامحة في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب، ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا في زمن من يقتدى به إلى الآن انتهى. 1017 - تمامُ المعروفِ خيرٌ من ابتدائه. رواه القضاعي عن جابر رفعه بلفظ استتمام، وكذا الطبراني في الصغير، لكن بلفظ أفضل بدل خير، وفيه عبد الرحمن بن قيس الضبي متروك، وعن سلم بن قتيبة: تمام المعروف أشدُّ من ابتدائه، لأن ابتدائه نافلة، وتمامه فريضة، وفي معناه ما جاء عن العباس رضي الله عنه أنه قال لا يتم المعروف إلا بتعجيله، فإنه إذا عجَّله هَنَّاه <صفحة 377 > 1018 - تَمَعْدَدُوا واخشَوْشِنُوا. رواه الطبراني وفي معجمه الكبير، وابن شاهين في الصحابة، وأبو الشيخ وأبو نعيم في المعرفة عن القعقاع بن أبي حَدْرَدٍ رفعه: تمعددوا واخشوشنوا واخْلـَـوْلِـقـُوا وانَتضِلوا (1) وامشُوا حُفاة. وأخرجه البغوي أيضا في معجم الصحابة عن ابن أبي حدرد من غير تسمية له، وأخرجه الطبراني في الكبير أيضا عن عبد الله بن أبي حدرد وأخرجه أبو الشيخ أيضا عن أبي هريرة رفعه، ورواه الزامهرمزي في الأمثال عن أبي الأدرع الأسلمي رفعه بلفظ: تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة. قال في المقاصد: فهذا ما فيه من الاختلاف، ومداره على عبد الله بن سعيد وهو ضعيف، ورواه أبو عبيد في الغريب عن عمر أنه قال "اخشوشنوا وتمعددوا واجعلوا الرأس رأسين"، ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق أبي عثمان قال: أتانا كتاب عمر فذكر قصة فيها هذا، وقد بينته في الرمي بالسهام، وفيه: وإياكم وزِيَّ الأعاجم انتهى. وقال ابن الغرس بعد أن ذكر رواية أبي الشيخ وقلت في المنظومة: تمعددوا واخشوشنوا واخلولقوا * وانتضلوا (انتضل القوم وتناضلوا أي رموا السهام للسبق. النهاية) وامشوا حفاة أليَقُ قال فجاء بيتا موزونا، ثم قال قال المناوي: وروي "واخشوشبوا" بالباء الموحدة انتهى؛ ومعنى تمعددوا اتبعوا هَدْيَ ابن عدنان في الفصاحة، وقيل تشبهوا بعيشه بالتقشف والغلظ، ودعوا التنعيم وزي العجم، ويقال تمعدد الغلام إذا شب وغلظ ويشهد له ما في الحديث الآخر: عليكم باللبسة المعدّيَّةِ. أي الزموا خشونة اللباس. وقيل المعنى اقتدوا بمعد بن عدنان والبسوا الخشن من الثياب، وامشوا حفاة. فهو حثٌ على التواضع ونهيٌ عن الإفراط في الترفه والتنعم. ومن شواهده ما رواه أحمد وأبو نعيم عن معاذ رفعه: إياكم والتنعم، فإن عباد الله<صفحة 378 > ليسوا بالمتنعمين. وروى الدارقطني في الأفراد عن ابن عباس رفعه: إذا سارعتم إلى الخيرات فامشوا حفاة. 1019 - تمرةٌ خير مِن جَرادة. هذا مشهور لا سيما على الألسنة النحاة، وقد استشهد به للابتداء بالنكرة للعموم، وروى ابن أبي شيبة عن القاسم قال: سئل ابن عباس عن المحرم يصيد الجرادة فقال: تمرة خير من جرادة، وورد أيضا أن عمر بن الخطاب قال لكعب الأحبار حيث قال في الجرادة درهم، قال عمر أيضا لأهل حمص ما أكثر دراهمكم يا أهل حمص: تمرة خير من جرادة وقد استوفينا الكلام عليه في الفوائد المحررة بشرح مسوغات الابتداء بالنكرة. 1020 - تمكث إحداكن شطر دهرها لا تصلي. قال في اللآلئ، قال أبو عبد الله ابن مندة: لا يثبت بوجه من الوجوه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال في المقاصد: لا أصل له بهذا اللفظ. ونقل ابن دقيق العيد عن ابن مندة أن بعضهم ذكر هذا الحديث قال: ولا يثبت بوجه من الوجوه. وقال البيهقي في المعرفة: ذكره بعض فقهائنا، وتطلبته كثيرا فلم أجده في شيء من كتب الحديث ولم أجد له إسنادا. وقال ابن الجوزي في تحقيق هذا اللفظ: يذكره أصحابنا ولا أعرفه. وقال أبو إسحاق في المهذب: لم أجده بهذا اللفظ ولا في كتب الفقهاء. وقال النووي في شرحه: باطل لا يعرف. وفي الخلاصة: باطل لا أصل له. وقال المنذري: لم أجد له إسنادا. ثم قال في المقاصد: وأغرَبَ الفخر بن تيمية في شرح الهداية لأبي الخطاب، فنقل عن القاضي أبي يعلى أنه قال: ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم البستي في السنن له. كذا قال، وابن أبي حاتم ليس بستيا وإنما هو رازي، وليس له كتاب يقال له السنن، ولكن معناه صحيح. نعم يقرب منه ما اتفقا عليه عن أبي سعيد رَفعَه: "أليس إذا حاضت لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ؟ فذاك من نقصان دينها". ورواه مسلم عن ابن عمر وأبي هريرة بلفظ: "تمكث الليالي ما تصلي، وتفطر في شهر رمضان، فهذا نقصان دينها". وفي المستدرك نحوه، ولفظه: "فإن إحداكن تقعد ما شاء الله من يوم وليلة ولا تسجد لله سجدة". قال الحافظ ابن حجر: وهذا وإن كان قريبا من معناه لكن لا يعطي المراد منه. 1021 - تناكحوا تناسلوا أباهي بكم الأمم يوم القيامة. رواه عبد الرزاق والبيهقي عن سعيد بن أبي هلال مرسلا بلفظ تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة، قال في المقاصد جاء معناه عن جماعة من الصحابة، فأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم عن معقل بن يسار مرفوعا، تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، ولأحمد وسعيد بن منصور والطبراني في الأوسط والبيهقي وآخرين عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهي عن التبتل نهيا شديدا، ويقول تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. وصححه ابن حبان والحاكم، ولابن ماجه عن أبي هريرة رفعه: اِنكحوا فإني مكاثر بكم، قال وقد جمعت طرقه في جزء انتهى، وقال في المواهب لم أقف عليه، وقال النجم ورواه أحمد عن ابن عمر بلفظ: اِنكحوا أمهات الأولاد فإني أباهي بهم يوم القيامة، وفي الباب أيضا ما تقدم في "تزوجوا". 1022 - تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه عن أبي هريرة، وفي الجامع الصغير معزو للشيخين وأبي داود والنسائي وابن ماجه بلفظ تنكح المرأة لأربع: لمالها وحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك، وقال النجم وعند مسلم عن جابر أن المرأة تنكح على دينها ومالها وجمالها فعليك بذات الدين تربت يداك، ورواه ابن حبان والحاكم عن أبي سعيد تنكح المرأة على إحدى ثلاث: جمالها ودينها وخلقها، فعليك بذات الدين والخلق، ورواه ابن أبي الدنيا والبزار وابن ماجه عن ابن عمر لا تنكحوا النساء لحسنهن فلعله يرديهن، ولا لمالهن فلعله يطغيهن، وانكحوهن للدين، ولأمة سوداء خرقاء ذات دين أفضل. 1023 - تهادوا تحابوا. الطبراني في الأوسط، والحربي في الهدايا، والعسكري في الأمثال عن عائشة مرفوعا بزيادة وهاجروا تورثوا أبنائكم مجدا، وأقيلوا الكرام عثراتهم، وفي لفظ تقدم في أقيلوا تهادوا تزدادوا حبا، وللطبراني في الأوسط عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا نساء المؤمنين تهادين ولو فِرْسِنّ شاة فإنه ينبت المودة ويذهب الضغائن، وللقضاعي عن عائشة مرفوعا تهادوا فإن الهدية تذهب الضغائن، وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد والبخاري في الأدب المفرد والترمذي والنسائي والبيهقي في الشعب، وفي لفظ الترمذي تهادوا فإن الهدية تذهب وَحَرَ الصدر ( وَحَر الصدر: هو، بالتحريك، غشه ووساوسه، وقيل الحقد والغيظ، وقيل العداوة، وقيل أشد الغضب. النهاية) ، ورواه الطبراني في الكبير والديلمي وأبو يعلى عن أم حكيم ابنة وداع مرفوعا بلفظ تهادوا فإن الهدية تضّعف الحب وتذهب الغوائل، وفي رواية بغوائل الصدر، وفي لفظ تزيد في القلب حبا، ورواه الطبراني في الأوسط عن أنس مرفوعا يا معشر الأنصار تهادوا فإن الهدية تسل السخيمة، وتورث المودة، فوالله لو أهدي إلى كراع - الحديث، ورواه البزار بهذا اللفظ بدون وتورث المودة، وفي لفظ للحربي تهادوا فإن الهدية قلت أو كثرة تورث المودة وتسل السخيمة، وللديلمي بلا سند عن أنس رفعه عليكم بالهدايا فإنها تورث المودة وتذهب الضغائن، وعزاه السيوطي في الجامع الصغير لأحمد والترمذي وضعفه عن أبي هريرة بلفظ تهادوا، إن الهدية تذهب وَحَرَ الصدر وفي لفظ وحر القلب، ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شُقّ فِرْسِنّ [الشق هو النصف. وفِرْسِـنّ الشاة هو ظلفها. ] شاة، وأخرجه مالك في الموطأ عن عطاء الخراساني مرسلا رفعه بلفظ تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء، قال في المقاصد وهو حديث جيد، وقد بينت ذلك مع ما وقفت عليه من معناه في تكملة شرح الترمذي، قال الحاكم تحابوا إن كان بالتشديد فمن المحبة وإن كان بالتخفيف فمن المحاباة، لكن يشهد للأول رواية تزيد بالقلب حبا، وقال ابن الغرس وينبغي للمهدي أن يقصد بها امتثال أمر الشارع وما ندب لأجله ولا يقصد بذلك الدنيا قال حسان: إن الهدايا تجارات اللئام وما * يبغي الكرام لما يهدون من ثمن. 1024 - التهنئة بالشهور والأعياد مما اعتاده الناس. قال في المقاصد: مروي في العيد أن خالد بن معدان لقي واثلة بن الأسقع في يوم عيد، فقال له "تقبل الله منا ومنك"، فقال له مثل ذلك، وأسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الأشبه فيه الوقف. وله شواهد عن كثير من الصحابة، بيّنَها الحافظ بن حجر في بعض الأجوبة، بل عند الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه: من لقي أخاه عند الانصراف من الجمعة فليقل تقبل الله منا ومنك. وروي في المرفوع: من جملة حقوق الجار إن أصابه خير هنأه، أو مصيبة عزاه، أو مرض عاده، إلى غيره مما في معناه. بل أقوى منه ما في الصحيحين في قيام طلحة لكعب رضي الله عنهما وتهنئته بتوبة الله عليه. وفي تاريخ قزوين للرافعي: أول من أحدث تهنئة العيدين بقزوين أبو قاسم سعيد بن أحمد القزويني، وثبت أن آدم عليه الصلاة والسلام لما حج البيت الحرام قالت له الملائكة: بر حجك قد حججنا قبلك. قال النجم وألف السيوطي في [كلمة "في" غير موجودة في الأصل، أضفناها لأن المعنى لا يتم بدونها. دار الحديث] ذلك رسالة سماها "وصول الأماني في حصول التهاني" أجاد فيها، وذكر في آخرها الحديث المرفوع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ: أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبته عزيته. وذكر الحديث في الجامع الكبير بأبسط من هذا. 1025 - التوكؤ على العصا من سنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. قال القاري كلام صحيح، وليس له أصل صريح، وإنما يستفاد من قوله تعالى وقال ابن حجر الهيثمي روى ابن عدي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء وكان صلى الله عليه وسلم يتوكأ عليها، ورواه الديلمي بسند عن أنس رفعه حديث حمل العصا علامة المؤمن وسنة الأنبياء، وروي أيضا كانت للأنبياء كلهم مخصرة يختصرون بها تواضع لله عز وجل، وأخرج البزار والطبراني بسند ضعيف حديث: إن أتخذ العصا، فقد اتخذها أبي إبراهيم. وأخرج ابن ماجه عن أبي أمامة: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصاه. انتهى. وأما حديث: من خرج في سفر ومعه عصا وارى فيه اللهُ بكل سبع ضار، ومن بلغ أربعين سنة عَدَلهُ ذلك من الكِـبَر والعُجْب [لقد صححنا النص ما استطعنا، وفي نسخة دار إحياء التراث العربي: "من خرج في سفر ومعه عصا وأرى؟؟ فيه الله؟؟ بكل سبع ضار، ومن بلغ أربعين سنة عدله ذلك من الكبير؟؟ والعجب". وإشارات الاستفهام هنا تشير إلى مواقع الإشكال، وهي لا شك من خطأ النساخ، والحديث موضوع على كل حال وإنما صححناه لأجل الفهم، وأثبتنا الخطأ في الحاشية هنا لأجل أمانة النقل. دار الحديث] . فقد قال فيه ابن حجر المكي في فتاواه نقلا عن السيوطي أنه موضوع. [لقد صححنا النص ما استطعنا، وفي نسخة دار إحياء التراث العربي: "من خرج في سفر ومعه عصا وأرى؟؟ فيه الله؟؟ بكل سبع ضار، ومن بلغ أربعين سنة عدله ذلك من الكبير؟؟ والعجب". وإشارات الاستفهام هنا تشير إلى مواقع الإشكال، وهي لا شك من خطأ النساخ، والحديث موضوع على كل حال وإنما صححناه لأجل الفهم، وأثبتنا الخطأ في الحاشية هنا لأجل أمانة النقل. دار الحديث] 1026 - توقوا برد الخريف، فإنه يورث داء في أبدانكم. لا أعلمه حديثا فضلا عن صحته. 1027 - التمر والرمان والتفاح والعنب من فضل طينة آدم. وقال في رسالة لبعض مجهول بلا سند عن النبي صلى الله عليه وسلم لا أصل لذلك وإنما ورد في شجر التمر أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من فضلة طينة آدم انتهى. 1028 - التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله. الديلمي عن أنس، ورواه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن محمد بن كثير العبدي بزيادة والعفو لا يزيد العبد إلا عزا، فاعفوا يعزكم الله، والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة، فتصدقوا يرحمكم.
|